كورس تقوية القراءة القصة الثانية الأمانة
القصة:
كَانَ هُنَاكَ طِفْلٌ يُدْعَى سَامِي ، يُحِبُّ الْقِرَاءةَ وَالْمَعْرِفَةَ . وَلَكِنَّ سَامِي كَانَ لَدَيهِ مُشَْكِلَةٌ ، فَهُوَ لَا يُحَافِظُ عَلَى كُتُبِهِ ، وَيَتْرُكُهَا مُبَعْثَرَةً فِي كُلِّ مَكَانٍ . كَانَ سَامِي يَظُنُّ أَنَّ هَذَا لَا يَهُمُّ ، وَأَنَّ الْكُتُبَ سَتَعُودُ إِلَى مَكَانِهَا بِطَرِيقَةٍ مَا.
فِي يَوْمٍ مِنَ الْأيَّامِ ، ذَهِبَ سَامِي إِلَى الْمَكْتَبَةِ الْمَدْرَسِيَّةِ ، وَاسْتَعَارَ كِتَابًا جَدِيدًا عَنِ الْفَضَاءِ . كَانَ سَامِي مُتَحَمِّسًا لِقِرَاءةِ الْكِتَابِ ، فَهُوَ يُحِبُّ الْفَضَاءَ وَالنُّجُومَ وَالْكَوَاكِبَ.
قَالَتْ أَمِينَةُ الْمَكْتَبَةِ لِسَامِي :" هَذَا كِتَابٌ جَدِيدٌ ، وَلَمْ يَقْرَأْهُ أحَدٌ بَعْد . عَلَيكَ أَنْ تَعُودَ بِهِ خِلَالَ أُسْبُوعٍ وَأَنْ تُحَافِظَ عَلَيه نَظِيفًا وَسَلِيمًا "
وَافَقَ سَامِي عَلَى شُرُوطِ أَمِينَةِ الْمَكْتَبَةِ ، وَأَخَذَ الْكِتَابَ مَعَهُ . وَلَكِنْ بَعْدَ أَنْ قَرَأَ سَامِي الْكِتَابَ ، نَسِي أَنْ يَعُودَ بِهِ إِلَى الْمَكْتَبَةِ فِي الْمَوْعِدِ الْمُحَدَّدِ . بَدَلَا مِنْ ذَلِكَ ، تَرَكَ الْكِتَابَ فِي حَقِيبَتِهِ الْمَدْرَسِيَّةِ ، وَانْشَغَلَ بِأَشْيَاءَ أُخْرَى .
وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ سَامِي إِلَى الْمَدْرَسَةِ وَلَكِنْ فِي طَرِيقِهِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ ، انْفَجَرَ قَلَمُ حِبْرٍ فِي حَقِيبَةِ سَامِي ، فَأَتْلَفَ كُلَّ مَا فِيهَا . انْسَكَبَ الْحِبْرُ عَلَى الْكِتَابِ ، وَأَفْسَدَهُ تَمَامًا . شَعَرَ سَامِي بِالْخَوْفِ وَالْخَجَلِ ، فَعَلِمَ أَنَّهُ ارْتَكَبَ خَطَأً كَبِيرًا . لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُوَاجِهَ أَمِينَةَ الْمَكْتَبَةِ ، وَلَا أَنْ يَشْرَحَ لَهَا مَا حَدَثَ . فَقَرَّرَ أَنْ يُخْفِيَ الْكِتَابَ فِي حَقِيبَتِهِ ، وَلَا يَذْكُرُهُ لِأحَدٍ . وَلَكِنْ بَعْدَ دَقائِقَ قَلِيلَةٍ ، دَقَّ جَرَسُ الْمَدْرَسَةِ ، فَذَهَبَ سَامِي إِلَى صَفِّهِ . وَإِذَا بِهِ يَجِدُ أَمِينَةَ الْمَكْتَبَةِ تَنْتَظِرُهُ عِنْدَ بَابِ الصَّفِّ . كَانَتْ أَمِينَةُ الْمَكْتَبَةِ تَحْمِلُ قَائِمَةً بِأَسْماءِ الطُّلَّابِ الَّذِينَ اسْتَعَارُوا كُتُبًا مِنَ الْمَكْتَبَةِ ، وَلَمْ يَعُودُوا بِهَا . كَانَ اسْمُ سَامِي فِي رَأْسِ الْقَائِمَةِ .
سَأَلْتْ أَمِينَةُ الْمَكْتَبَةِ سَامِي عَنِ الْكِتَابِ الَّذِي اسْتَعَارَهُ مِنَ الْمَكْتَبَةِ .
فَقَالَ سَامِي بِارْتِبَاكٍ :" أَنَا .. أَنَا .. لَسْتُ مُتَأَكِّدًا .. رُبَّما نَسِيتُهُ فِي مَنْزِلِي .. أَوْ فِي حافِلَةِ الْمَدْرَسَةِ .. أَوْ فِي .. فِي .."
لَمْ يَسْتَطِعْ سَامِي أَنْ يُكْمِلَ كَلاَمَهُ ، فَشَعَرَ بِالنَّدَمِ وَالْحُزْنِ .
نَظَرَتْ أَمِينَةُ الْمَكْتَبَةِ إِلَى حَقِيبَةِ سَامِي ، فَرَأَتْ بُقَعَ الْحِبْرِ عَلَيهَا . فَطَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ يَفْتَحَ حَقِيبَتَهُ ، وَيَعْرِضَ مَا فِيهَا . فَتَحَ سَامِي حَقِيبَتَهُ بِخَوْفٍ ، وَأَخْرَجَ الْكِتَابَ الْمُغَطَّى بِالْحِبْرِ مِنْهَا . رَأَتْ أَمِينَةُ الْمَكْتَبَةِ الْكِتَابَ ، وَصُدِمْتْ مِنْ حَالَتِهِ .
قَالَتْ بِغَضَبٍ :" أَهَذَا هُوَ الْكِتَابُ الَّذِي اسْتَعَرْتَهُ ؟ كَيْفَ طَاوَعَكَ ضَمِيرُكَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا بِهِ ؟ هَذَا كِتَابٌ جَدِيدٌ ، وَلَمْ يَقْرَأْهُ أحَدٌ بَعْد . وَأَنْتَ أَفْسَدْتَّهُ تَمَامًا . هَلْ هَذَا مَا تُسَمِّيهِ الْأمَانَةَ ؟"
انْكَسَرَ قَلْبُ سَامِي مِنْ كَلاَمِ أَمِينَةِ الْمَكْتَبَةِ ، فَانْهَمَرَتْ دُمُوعُ سَامِي وَبَدَأَ بِالْبُكَاءِ . اعْتَذَرَ سَامِي مِنَ أَمِينَةِ الْمَكْتَبَةِ بِصِدْقٍ ، وَقَالَ :" أَنَا آسِفٌ جِدًّا ، يَا أُسْتَاذَة . لَمْ أَكُنْ أَنُوِي إِفْسَادَ الْكِتَابِ . لَقَدْ نَسِيتُ أَنْ أَعُودَ بِهِ إِلَى الْمَكْتَبَةِ فِي الْمَوْعِدِ الْمُحَدَّدِ . وَلَمْ أُحَافِظْ عَلَيه نَظِيفًا وَسَلِيمًا . لَقَدِ ارْتَكَبْتُ خَطَأً كَبِيرًا . أَنَا آسِفٌ جِدًّا ."
اسْتَمَعَتْ أَمِينَةُ الْمَكْتَبَةِ إِلَى كَلاَمِ سَامِي ، وَرَأَتْ نَظْرَةَ النَّدَمِ فِي عَيْنَيهِ . فَخَفَّفَتْ مِنْ غَضَبِهَا ، وَقَالَتْ :" شُكْراً لَكَ عَلَى اعْتِذَارِكَ ، يَا سَامِي . أَنَا أَقْبَلُ اعْتِذَارَكَ . لَكِنْ عَلَيكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الْكُتُبَ لَهَا قِيمَةٌ ، وَلَا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تُضَيِّعَهَا أَوْ تُفْسِدَهَا . هَذَا مَا يُسَمَّى بِالْإِهْمَالِ . وَعَلَيكَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى كُتُبِكَ ، وَتُرَتِّبَهَا فِي مَكَانِ جَيِّدٍ . هَذَا مَا يُسَمَّى النِّظَامُ . وَعَلَيكَ أَنْ تُعِيدَ الْكُتُبَ الَّتِي اسْتَعَرْتَهَا إِلَى الْمَكْتَبَةِ فِي الْمَوْعِدِ الْمُحَدَّدِ . هَذَا مَا يُسَمَّى بِالْالْتِزَامُ . هَذِهِ هِي صِفَةُ الْأمَانَةِ ، الَّتِي تُجْعَلُ النَّاسَ يَثِقُونَ بِكَ ، وَيُحِبُّونَكَ وَالَّتِي عُرِفَ بِهَا نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّم فَكَانُوا يُسَمُّونَهُ الصَّادِقُ الْأَمِين.
فَهِمَ سَامِي مَعَنَى كَلاَمِ أَمِينَةِ الْمَكْتَبَةِ ، وَوَعَدَ بِأَنْ يَتَّبِعَ نَصَائِحَهَا . ثُمَّ قَامَ بِإِعادَةِ الْكِتَابِ إِلَى أَمِينَةِ الْمَكْتَبَةِ ، وَقَدَّمَ لَهَا مَصْرُوفَهُ الشَّخْصِيِ كَتَعْوِيضٍ عَنِ الضَّرَرِ الَّذِي لَحِقَ بِالْكِتَابِ . ثُمَّ عَادَ إِلَى صَفِّهِ ، وَعَاهَدَ نَفْسَهُ بِأَنْ يُصْبِحَ طِفْلًا أَمِينًا . وَهَكَذَا تَعَلَّمَ سَامِي دَرْسًا قَيِّمًا فِي الْأمَانَةِ وَعَدَمِ الْاهْمَالِ وَالْالْتِزَامِ . وَقَرَّرَ أَنْ يُصْبِحَ طِفْلاً أَمِيِناً يُحِبُّهُ الْجَمِيعُ وَيَثِقُونَ بِهِ.
بقلم : محرر مؤسسة عبقور التعليمية.
الأسئلة:
ما العادة السيئة التي كان يقوم بها سامي ؟
ماذا استعار سامي من القصة؟
ما الذي حصل للكتاب؟
هل كان سامي فرحاً أم حزيناً عندما أنَّبته أمينة المكتبة ؟
هل تحب الأمانة؟ ولماذا؟
تدريبات:
- ما نوع اللام في كلمة (الْقراءة)؟
- ما نوع التنوين في كلمة (مبعثرةً)؟
- ما نوع التاء في كلمة (المعرفة)؟
- كيف تقرأ كلمة (الْمَدْرَسِيَّةِ) بطريقة التهجئة؟
- أي من الكلمات التالية فيها مد بالألف؟ وما هو الحرف الممدود؟ سَامِي _ سَتَعُودُ _ حَقِيبَتِهِ
- أي من الكلمات التالية فيها مد بالواو؟ سَامِي _ سَتَعُودُ _ حَقِيبَتِهِ
- أي من الكلمات التالية فيها مد بالياء؟ سَامِي _ سَتَعُودُ _ حَقِيبَتِهِ
- استخرج من الجملة التالية كلمة فيها حرف مشدد: كَانَ هُنَاكَ طِفْلٌ يُدْعَى سَامِي ، يُحِبُّ الْقِرَاءةَ وَالْمَعْرِفَةَ.
تعليقات
إرسال تعليق